الأحد، 9 فبراير 2014

قـمـعـيـة عـسـكـريـة ..

توقفت سيارة التاكسى التى أقلتنى من موقف مدينة دمنهور إلى مديرية الأمن التى تحمل نفس إسم المدينة ، و على بعد عشرات الأمتار من مديرية الأمن ترجلت من السيارة مخترقا الحواجز و المتاريس و الكمائن الأمنية قاطعين الطريق على أى سيارة تمر من هناك ، حيث الخوف و الرعب كل الرعب من أى عمل إرهابى يستهدف مديرية الأمن ، و بعد سؤال و تفتيش و إختراق ، ها أنا ذا أصعد مديرية قاصدا الدور الأول علوى من ناحية الكورنيش حيث مكتب التعبئة و التجنيد المراد بـ جلالة قدره ، و ها هو موظف ختم المثلث الذى قطعت أكثر من 60 كيلو من المترات من أجل أن أحظى بقبلته ، و بعد حوار روتينى لم يدم أكثر من الدقيقة أمر فيها الموظف إياى أن أذهب و أصور بعض الأوراق لكى أحصل على الأختام المرادة ، ذهبت و صورت و رجعت ، و ها أنا ذا أمام الموظف ناصب الكتفين بـ التساوى أحاول أن أكون منضبط الملامح لكى أحصل على هؤلاء الأختام فى أسرع وقت ( لزوم المسلحة أزميل ) ، قمت بـ إبراز أوراقى للموظف و قام بدوره بحركة كئيبة من حركات موظفى المكاتب الحكوميين المعتادة فى مثل هذه المواقف ( المصمصة بفمه مثلا ،، خلع النضارة و الفنجلة فى الأوراق ) ، ثم توجه بيده حامل بين ثانياتها لوكشة من المفاتيح العتيقة من أشكال و أحجام مختلفة ، ثم أبرز المفتاح المراد و قام بوضعه فى الدرج الحكومى العتيق الذى يحضن الأختام المرادة ، و بعد زمجرة و تخبيط و طرق و سحب و كعادة أدراج و مكاتب الحكومة إنفتح هذه الدرج العتيق البائس الذى يحتضن تلك الأختام ، و ها هى الأختام ترى النور ، ثم توجه بها إلى الحبارة و ها هى الأختام فى طريقها لكى تضع قبلتها الروتينية المعتادة فى حضن أوراقى ، لكن هنا تحديدا تركت الموظف عابثا فى أوراقى لاهيا فى عمله و سرحت بصحبة مخيلتى و عزمتها على ( حلبسه ) و قمت بطرح تساؤل يحمل من الفانتازيا ما يحمل و سؤالى هذا يقول ، ماذا سوف تكون ردة فعل هذا الموظف ( العسكرى ) إذا اتاه رسول مخبرا إياه أن هذا الفتى الواقف أمامه كتب و على بعد عشرة ساعات من الوراء Status على موقع التواصل الإجتماعى الشهير Facebook تقول كلماتها ( جيش ، داخلية ، قمعية ، عسكرية ) ، و ماذا لو كان هذا الرسول كريما بعض الشىء و قال له أيضا أن هذا الشاب واحد من كارهى حكم العسكر و ضد تدخل العسكر فى الحياة الساسية المصرية ، و ماذا لو إنهال عليه بـ الـ KO قائلا له أنه من كارهى و مناهضى سياسة عسكرية قمعية حمقاء رسخها نظام عسكرى فى خمسينيات القرن الماضى تسمى بـ التجنيد الإجبارى ،، و ماذا لو قابل هذا الموظف كرم هذا الرسول بـ دعوة على الإفطار و من بعدها كوباية شاى و حجر معسل مستوضحا من هذا الرسول عن أسباب حنق و كره و مناهضة هذا الشاب للتجنيد الإجبارى ،، و على لسان حال الفتى ذهب الرسول حاكيا لـ هذا الموظف الأسباب التى يراها هذا الشب موضع حنق و كره من هذا التجنيد الإجبارى كـ الاتى :: لأنه تكريث تام و واضح للسلطة العسكرية على السلطة المدنية الواجبة أن تكون و هو يجعل من العسكر دولة داخل الدولة بل و سلطتها أقوى و أكثر قمعا من أى سلطة كائنة و هذا يتمثل فى ضرورة الحصول على شهادة تفيد موقفك من الخدمة العسكرية لكى يتم إعطائك حق إصدار جواز سفر أو تصاريح للسفر ، بـ أى حق يتدخل ذمرة من العسكريين فى تقييد حركتى بين أقطار الكرة البللورية ؟! بـ أى حق يعرف العسكر عنى معلومات لا دخل لهم بيها ؟! بـ أى حق يتداول هؤلاء العسكر معلومات الشخصية ،، ألم تلخص كلمة الإجبارى التى تأتى بعد كلمة التجنيد كل معانى السخرة فى العمل و العبودية ( أن تقوم بـ اداء بـ صورة جبرية ليست هى من إختيارك و فى أوقات يحددها لك ذمرة من محتقرى المدنية ، بـ أجور بخسة أو بـ لا أجر أصلا ) ،، هل أعمار الشباب و مستقبله عندكم باتوا مرحاض عمومى ؟! لابد أن يحظى ببعبض من قذراة قوانينكم ، يرمى الشاب بعيدا فى خيمة بالية أو أمام جهاز لايرى من خلاله إلا حركة الطيور فى السماء ، يضيع من عمر الشاب سنة / سنتين بل الممكن أن يكونوا ثلاث و قد يطول الأمد كله و هو غير مكتسب لأى شىء سوا أحمرار أو إسمرار لون بشرته نتيجة لـ تعرضه لـ ضوء الشمس المباشر بـ توقيتات كبيرة ، لماذا لا يقوم هؤلاء بتعليم الشباب مهرات و حرف بـ مقابل من شأنها أن تبسط أديديهم فى سوق العمل مثلا ؟! هل بات إعتماد جيوش دول القرن الواحد و العشرين إعتمادا أساسيا على العتاد البشرى المعروف شعبيا بـ العدد فى الليمون ؟! أين ذهب التسليح و التكنولوجيا و الكفاءة فى إداراة الجيوش و الحروب ؟! لماذا لا تشبه جيوش بلادنا جيوش بلاد معنا على سطح هذه الكوكب أقرب لـ فكرة الإنسانية ، جيوش تعدادها البشرى لا يتخطى الخمسة ألاف مقتال و من الجنسين معظمهم من المنشغلون بـ مراقبة الحدود و ليس الحرب ضد الإرهاب داخليا !! و بعد أن يقدم الفتى أوراقه للإلتحاق جبرا بـ الجيش طبقا لـ قوانين تنم عن شيفونية و عنصرية رهيبة تعتمد كليا على التفرقة من حيث الإعتقاد و الدين ، و ما إن كنت حامل لـ جنسية أخرى غير المصرية أم لا ، و ما هى صحيفة الحالة الجنائية لديك و لدى الأقارب وصولا لـ أقارب الدرجة الرابعة ، و ما إن كنت أخا لأبناء متعددين لـ نفس الأب أم أنك فى وحدة من أمرك ، و ما إن كنت رجلا أم عدم لا مؤاخذة ( مرأه ) كما يقولون ، هما يقولون أن الجيش مصنع الرجال !! عن أى رجال تتحدثون ؟! تقول اللغة العربية التى أوسعتمونا هياما و غراما بها فى مدراس أنظمتكم أننى عندما أترك سريرى أو مقعدى و أقف على قدمى ها أنا أصبح و بـ قواعد لغتكم رجلا ، و يقول العلم أيضا إن كان منكم من يفهم لغة العلم أصلا ، أن الفروق بين الرجل و المرأة هى فروق أعضاء و أجهزة تناسلية و بعض الفروق البيولوجية الطفيفة ، إذا قوانينكم و مسمياتكم كلها تنم عن عنصرية رهيبة خليط من مجتمع عسكرى دينى ذكورى و هى لا تمثلنى و لا أحترمها ،، ماذا لو كان هذا الشاب من الكارهين لأسلوب و طريقة إدرارة المؤسسة التى سوف يكون أحد رجالها حال إلتحاقه بـ الجيش و هى المؤسسة العسكرية ؟! ماذا لو كان هذا الشاب من الرافضين لـ تدخل هذه المؤسسة فى الحياة المدنية و السياسة المصرية ؟! ماذا لو كان هذا الشاب رافضا لـ فكرة للحروب و اراقة الدماء أصلا طبقا لإعتبارات عقائدية ، وجدانية ، ضمائرية ، إنسانية أو حتى إعتبارات وقتية ؟!! أ مجبور أنا على التجنيد و الحرب جبرى عبادة بعض الالهة فى بعض المعتقدات و الأديان ،، و بعد طول السرد هذا كله ، هل سيعقل هذا الموظف ( الترس ) كلام هذا الرسول و الا سوف يبقى حاديثهم هذا و كما قال المغنى وائل جسار فى إحدى أغانيه ( ذكرى جميلة و إبقى إحكى عنى زمان ) ؟! 

تقبلوا تحياتى ،، و تقبلوا إعتذارى عن وجود أخطاء لغوية أو إملائية ،، تـعـايـشـوا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق